-
"صور من سوريا"...معرض عن التراث العمراني للفنان غزوان عساف في برلين
برلين - أحمد ياسين
افتتح في جمعية سلام بمنطقة راينكن دورف في العاصمة الألمانية برلين معرضاً للفن التشكيلي والنحت تحت اسم "صور من سوريا" للفنان السوري غزوان عساف.
ويعرض المعرض لوحات وأعمال نحتية تجسد الحالة السورية قبل وخلال الحرب، مستعرضاً مشاهد الدمار والحزن والألم، ولكنه أيضاً يسلط الضوء على الجمال العمراني المتنوع في سوريا.
من خلال أعماله، ينقل عساف واقع سوريا المعقد، حيث يجسد في لوحاته ونحته مشاهد من الحياة اليومية التي طالتها الحرب، مظهراً كيف أثرت الصراعات على البشر والحجر. إلا أن عساف لم ينسَ أن يرسم صوراً من الذاكرة العمرانية لسوريا، عاكسةً جمال المدن والقرى السورية المتنوعة. تتنوع الأعمال بين مشاهد الدمار وصور تعكس الثراء الثقافي والتاريخي لعمران سوريا.
غزوان عساف ليس غريباً عن المشهد الفني الاوربي؛ فقد شارك في العديد من المعارض في مدن أوروبية متعددة منها كيل، بروكسل، وفرانكفورت. تأثر عساف بعدة فنانين، من بينهم الفنان السريالي الشهير سلفادور دالي، الذي ألهمه بأسلوبه الفريد في التعبير عن المشاعر والأفكار، رغم أن عساف يتبع النمط الواقعي في فنه.
ويقول عساف: "سلفادور دالي كان رساماً سريالياً إسبانياً، اشتهر بأعماله الفنية التي تتميز بالغرابة والدقة في التفاصيل، يعتبر دالي أحد أبرز فناني القرن العشرين، واستخدم في أعماله الأحلام والرموز الغامضة، مما جعل منه أيقونة في عالم الفن الحديث وهذا ما يحثني على الربط بين الحديث والمعاصر عبر ماض متجدد في بيتنا الدمشقي واروقة كثيرة من ملامح بلدنا الحبيب سوريا."
اقرأ هذا الخبر: فنان سوري مهاجر في ألمانيا يشتكي استغلال الزلزال لسرقة لوحاته وتحريف فكرتها
ولعله من الأيقونات الثقافية التي يسلط عليها عساف الضوء هي "البيت الدمشقي"، الذي يعد رمزاً لتاريخ دمشق العريق. تاريخياً، دمشق هي واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم. يتميز البيت الدمشقي التقليدي بفناء داخلي يحتوي على نافورة وأشجار، وجدران مزخرفة بالفسيفساء، مما يعكس الطابع الثقافي والاجتماعي لسكان دمشق.
اتجه غزوان عساف إلى الفن بشكل أعمق بعد هجرته، حيث بدأ باستخدام قلم الرصاص لرسم الصراع بين مشاعره المتضاربة في مراحل الفقد والولادة الجديدة في بلد وثقافة جديدة. عبر فنه، استطاع عساف التعبير عن تجربته الشخصية ومعاناته، مما أضفى على أعماله بعداً إنسانياً وحميمياً.
فاطمة عباس، من زوار المعرض، تقول: "لقد وجدت نفسي أجول في سوريا، في رحلة وجدانية عبر الخيال نقلني الى ذكرياتي ورائحة الشوارع واصوات الاحياء، ووجوه اناس ألفتهم احببت محياههم وملقاهم، الى شمس ملؤها الدفء تفهم لغتي وتعرف صوتي، رأيت حضارتها وما جرى بها من حرب ودمار، ورأيت بيتها الدمشقي الذي أعتبره رمزاً تاريخياً حاضراً لبلدنا".
اقرأ هذا الخبر: نتالي المطر: لاجئة سورية تحول تخرجها إلى كتاب تراثي للفنون البصرية
عبد الحميد مصطفى يقول: "كإنسان سوري غُرب عن بلده لفترة طويلة، شعرت في الوهلة الأولى لدخولي المعرض بما تعجز أبجديتي عن وصفه بين الحب والخوف والأمل والحزن والفرح والشوق في بلد ضمت جذور الحضارة واجتاحها الظلم والقهر والطغيان، ارجو لسوريا ان تكون كما نحب حرة وتأخذ دورها الحضاري كم عرفها تاريخها."
وزار المعرض عدد كبير من المهتمين بالشأن الفني والثقافي، واتاح المعرض الذي عقد في جمعية سلام برلين نافذة ثقافية للجمهور الألماني، يؤكد من خلاله عساف أن الفنون يمكن ان تكون وسيلة قوية لنقل القصص الإنسانية وتعزيز التفاهم بين الشعوب.
العلامات
قد تحب أيضاe
الأكثر قراءة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!